فصل: تفسير الآيات (26- 28):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.تفسير الآيات (26- 28):

قوله تعالى: {وقال نُوحٌ ربِّ لا تذرْ على الْأرْضِ مِن الْكافِرِين ديّارا (26) إِنّك إِنْ تذرْهُمْ يُضِلُّوا عِبادك ولا يلِدُوا إِلّا فاجِرا كفّارا (27) ربِّ اغْفِرْ لِي ولِوالِديّ ولِمنْ دخل بيْتِي مُؤْمِنا ولِلْمُؤْمِنِين والْمُؤْمِناتِ ولا تزِدِ الظّالِمِين إِلّا تبارا (28)}

.مناسبة الآية لما قبلها:

قال البقاعي:
ولما أتم الخبر عن إغراقهم، وقدمه للاهتمام بتعظيم الرسول صلى الله عليه وسلم في إجابة دعوته تحذيرا للعرب أن يخرجوا رسولهم صلى الله عليه وسلم فيخرجوه إلى مثل ذلك، عطف على قول نوح عليه السلام من أوله قوله عندما أخبره تعالى أنهم مغرقون وأنه لا يؤمن منهم إلا من قد آمن بعدما طال بلاؤه بهم حتى أن كان الرجل ليأتي بابنه إليه فيقول له: احذر هذا أن يضلك، وإن أبي حذر به، وكانت صيغة العموم ليست بنص في أفرادها أبدا، استنجازا لوعده وتصريحا بمراده: {وقال نوح} وأسقط الأداة كما هي عادة أهل الحضرة فقال: {رب لا تذر} أي تترك بوجه من الوجوه أصلا ولو على أدنى الوجوه {على الأرض} أي كلها من مشرقها إلى مغربها وسهلها وجبلها ووهدها {من الكافرين} أي الراسخين في الكفر الذي هو كان لهم جبلة وطبعا {ديارا} أي أحدا يدور فيها، وهو من ألفاظ العموم التي تستعمل في النفي العام فيقال من الدور أو الدار لا فعّال، وإلا لكان دوارا، ويجوز- وهو أقرب- أن يكون هذا الدعاء عند ركوبه السفينة وابتداء الإغراق فيهم، يريد به العموم كراهية أن يبقى أحد منهم على ذروة جبل أو نحوه، لا أصل الإغراق، وأن يكون معنى ما قبله الحكم بإغراقهم وتحتم القضاء به أو الشروع فيه.
ولما كان الرسل عليهم الصلاة والسلام لا يقولون ولا يفعلون إلا ما فيه مصلحة الدين، علل دعاءه بقوله وأكده إظهارا لجزمه باعتقاد ما أنزل عليه من مضمون قوله تعالى: {إنه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن} [هود: 36] وإن كان ذلك خارجا عن العادة: {إنك} أي يا رب {إن تذرهم} أي تتركهم على أي حالة كانت في إبقائهم سالمين على وجه الأرض على ما هم عليه من الكفر والضلال والإضلال ولو كانت حالة دنية {يضلوا عبادك} أي الذين آمنوا بي والذين يولدون على الفطرة السليمة.
ولما كان ربما كان الإنسان ضارا ووجد له ولد نافع؛ نفى ذلك بقوله: {ولا يلدوا} أي إن قدرت بقاءهم في الدنيا {إلا فاجرا} أي مارقا من كل ما ينبغي الاعتصام به، واكتفى فيه بأصل الفاعل إشارة إلى أن من جاوز الحد أو شرع في شيء بعده من التمادي في الغي صار ذلك له ديدنا فبالغ، فلذلك قال: {كفارا} أي بليغ الستر لما يجب إظهاره من آيات الله لأن قولك يا رب لا يتخلف أصلا، والظاهر أن هذا الكلام لا يقوله إلا عن وحي كما في سورة هود عليه السلام من قوله تعالى: {إنه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن} [هود: 36] فيكون على هذا حتى صغارهم معذبين بما يعلم الله منهم لو بلغوا لا بما عملوه كما قال صلى الله عليه وسلم في أولاد الكفار «الله أعلم بما كانوا عاملين».
ولما دل هذا كله على أنه دعا على أعداء الله، دعا أيضا لأوليائه وبدأ بنفسه لأنه رأس تلك الأمة، فقال مسقطا على عادة أهل الخصوص: {رب} أي أيها المحسن إليّ باتباع من اتبعني وتجنب من تجنبني، فإن من كانت طبيعته طبعت على شيء لا تحول عنه.
ولما كان المقام الأعلى أجل من أن يقدره أحد حق قدره قال: {اغفر لي} أي فإنه لا يسعني وإن كنت معصوما إلا حلمك وعفوك ورحمتك.
ولما أظهر بتواضعه عظمة الله سبحانه وتعالى رتب المدعو لهم على الأحق فالأحق فقال: {ولوالديّ} وكانا مؤمنين وهما لمك بن متوشلخ وشمخاء بنت أنوش، قال أبو حيان: وقال ابن عباس- رضى الله عنهما ـ: لم يكفر لنوح عليه السلام أب فيما بينه وبين آدم عليهم الصلاة والسلام.
وأعاد الجار إظهارا للاهتمام فقال: {ولمن دخل بيتي} لأن المتحرم بالإنسان له حق أكيد لاسيما إن كان مخلصا في حبه، ولذا قال: {مؤمنا} ولما خص عم وأعاد الجار أيضا اهتماما فقال: {وللمؤمنين والمؤمنات} أي العريقين في هذا الوصف في كل أمة إلى آخر الدهر ولا تزدهم في حال من الأحوال شيئا من الأشياء إلا مفازا.
ولما كان التقدير بما أرشد إليه الاحتباك: ولا تكرم المارقين، عطف عليه قوله: {ولا تزد الظالمين} أي العريقين في الظلم في حال من الأحوال {إلا تبارا} أي إلا هلاكا مدمرا مفتتا لصورهم قاطعا لأعقابهم مخبرا لديارهم وكما استجاب الله سبحانه وتعالى له في أهل الإيمان والكفران من أهل ذلك الزمان فكذلك يستجيب له في أهل الإيمان وأهل الخسران بالسعادة والتبار في جميع الأعصار إلى أن يقفوا بين يدي العزيز الجبار، والأية من الاحتباك: إثبات الدعاء المقتضي لأصل إكرام المؤمنين أولا مرشد إلى حذف الدعاء المفهم لأصل إهانة الكافرين ثانيا، وإثبات الدعاء بزيادة التبار ثانيا مفهم لحذف الدعاء الموجب لزيادة المفاز أولا، وهذا الآخر المفصح بالتبار هو ما أرشد إليه الابتداء بالإنذار، فقد انطبق الآخر على الأول على أصرح وجه وأكمل، وأحسن حال وأجمل منال، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم والحمد لله تعالى على كل حال. اهـ.

.من أقوال المفسرين:

.قال الفخر:

{وقال نُوحٌ ربِّ لا تذرْ على الْأرْضِ مِن الْكافِرِين ديّارا (26)}
قال المبرد: {ديّارا} لا تستعمل إلا في النفي العام، يقال: ما بالدار ديار ولا تستعمل في جانب الإثبات، قال أهل العربية: هو فيعال من الدور، وأصله ديوار فقلبت الواو ياء وأدغمت إحداهما في الأخرى، قال الفراء والزجاج: وقال ابن قتيبة: ما بها ديار أي نازل دار.
{إِنّك إِنْ تذرْهُمْ يُضِلُّوا عِبادك ولا يلِدُوا إِلّا فاجِرا كفّارا (27)}
فإن قيل: كيف عرف نوح عليه السلام ذلك؟ قلنا: للنص والاستقراء، أما النص فقوله تعالى: {وأُوحِى إلى نُوحٍ أنّهُ لن يُؤْمِن مِن قوْمِك إِلاّ من قد آمن} [هود: 35] وأما الاستقراء فهو أنه لبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما فعرف طباعهم وجربهم، وكان الرجل منهم ينطلق بابنه إليه ويقول: احذر هذا فإنه كذاب، وإن أبي أوصاني بمثل هذه الوصية، فيموت الكبير وينشأ الصغير على ذلك، وقوله: {ولا يلِدُواْ إِلاّ فاجِرا كفّارا} فيه وجهان: أحدهما: أنهم يكونون في علمك كذلك والثاني: أنهم سيصيرون كذلك.
{ربِّ اغْفِرْ لِي ولِوالِديّ ولِمنْ دخل بيْتِي مُؤْمِنا ولِلْمُؤْمِنِين والْمُؤْمِناتِ ولا تزِدِ الظّالِمِين إِلّا تبارا (28)}
واعلم أنه عليه السلام لما دعا على الكفار قال بعده: {ربّ اغفر لِى} أي فيما صدر عني من ترك الأفضل، ويحتمل أنه حين دعا على الكفار إنما دعا عليهم بسبب تأذيه منهم، فكان ذلك الدعاء عليهم كالانتقام فاستغفر عن ذلك لما فيه من طلب حظ النفس.
ثم قال: {ولِوالِدىّ} أبوه لمك بن متوشلخ وأمه شمخاء بنت أنوش وكانا مؤمنين، وقال عطاء: لم يكن بين نوح وآدم عليهما السلام من آبائه كافر، وكان بينه وبين آدم عشرة آباء.
وقرأ الحسن بن علي {ولولديّ} يريد ساما وحاما.
ومن الممكن أن يقال إن نوحا عليه السلام بعد استغفر ربه لدعوته على قومه قال له ربه {واصْنعِ الْفُلْك بِأعْيُنِنا ووحْيِنا ولا تُخاطِبْنِي فِي الّذِين ظلمُوا إِنّهُمْ مُغْرقُون (37)} فختم نوح- عليه السلام- دعاءه بقوله: {ولا تزِدِ الظّالِمِين إِلّا تبارا}
والأولى- والله أعلم- أن استغفاره- عليه السلام- لم يكن مقيدا بهذه الواقعة. والله أعلم.
ثم قال تعالى: {ولمن دخل بيْتِى مُؤْمِنا} قيل: مسجدي، وقيل: سفينتي، وقيل: لمن دخل في ديني، فإن قيل: فعلى هذا التفسير يصير قوله: {مُؤْمِنا} مكررا، قلنا: إن من دخل في دينه ظاهرا قد يكون مؤمنا بقلبه وقد لا يكون، والمعنى ولمن دخل في ديني دخولا مع تصديق القلب.
ثم قال تعالى: {ولِلْمُؤْمِنِين والمؤمنات} إنما خص نفسه أولا بالدعاء ثم المتصلين به لأنهم أولى وأحق بدعائه ثم عم المؤمنين والمؤمنات.
ثم ختم الكلام مرة أخرى بالدعاء على الكافرين فقال: {ولا تزِدِ الظالمين إِلاّ تبارا} أي هلاكا ودمارا وكل شيء أهلك فقد تبر ومنه قوله: {إِنّ هؤُلاء مُتبّرٌ مّا هُمْ فِيهِ} [الأعراف: 139] وقوله: {ولِيُتبّرُواْ ما علوْاْ تتْبِيرا} [الإسراء: 7] فاستجاب الله دعاءه فأهلكهم بالكلية،
فإن قيل: ما جرم الصبيان حين أغرقوا؟
والجواب من وجوه:
الأول: أن الله تعالى أيبس أصلاب آبائهم وأعقم أرحام نسائهم قبل الطوفان بأربعين سنة أو (تسعين) فلم يكن معهم صبي حين أغرقوا، ويدل عليه قوله: {استغفروا ربّكُمْ} إلى قوله: {ويُمْدِدْكُمْ بأموال وبنِين} [نوح: 10 12] وهذا يدل بحسب المفهوم على أنهم إذا لم يستغفروا فإنه تعالى لا يمددهم بالبنين.
الثاني: قال الحسن: علم الله براءة الصبيان فأهلكهم بغير عذاب.
الثالث: غرقوا معهم لا على وجه العقاب بل كما يموتون بالغرق والحرق وكان ذلك زيادة في عذاب الآباء والأمهات إذا أبصروا أطفالهم يغرقون والله سبحانه وتعالى أعلم.
والحمد لله رب العالمين وصلاته وسلامه على سيدنا محمد النبي وآله وصحبه أجمعين. اهـ.

.قال القرطبي:

{وقال نُوحٌ ربِّ لا تذرْ على الْأرْضِ مِن الْكافِرِين ديّارا (26)} فيه أربع مسائل:
الأولى: دعا عليهم حين يئس من اتباعهم إياه.
وقال قتادة: دعا عليهم بعد أن أوحى الله إليه: {أنّهُ لن يُؤْمِن مِن قوْمِك إِلاّ من قدْ آمن} [هود: 36] فأجاب الله دعوته وأغرق أمته، وهذا: كقول النبي صلى الله عليه وسلم: «اللّهُمّ منزل الكتاب سريع الحساب وهازم الأحزاب اهزمهم وزلزلهم» وقيل: سبب دعائه أن رجلا من قومه حمل ولدا صغيرا على كتفه فمرّ بنوح فقال: احذر هذا فإنه يضلك.
فقال: يا أبت أنزلني، فأنزله فرماه فشجّه، فحينئذٍ غضِب ودعا عليهم.
وقال محمد بن كعب ومقاتل والربيع وعطية وابن زيد: إنما قال هذا حينما أخرج الله كل مؤمن من أصلابهم وأرحام نسائهم.
وأعقم أرحام النساء وأصلاب الرجال قبل العذاب بسبعين سنة.
وقيل: بأربعين.
قال قتادة: ولم يكن فيهم صبيّ وقت العذاب.
وقال الحسن وأبو العالية: لو أهلك الله أطفالهم معهم كان عذابا من الله لهم وعدلا فيهم، ولكنّ الله أهلك أطفالهم وذرّيتهم بغير عذاب، ثم أهلكهم بالعذاب، بدليل قوله تعالى: {وقوْم نُوحٍ لّمّا كذّبُواْ الرسل أغْرقْناهُمْ} [الفرقان: 37].
الثانية: قال ابن العربيّ: دعا نوح على الكافرين أجمعين، ودعا النبيّ صلى الله عليه وسلم على من تحزّب على المؤمنين وألّب عليهم.
وكان هذا أصلا في الدعاء على الكافرين في الجملة، فأما كافر معيّن لم تعلم خاتمته فلا يدعى عليه، لأن مآله عندنا مجهول، وربما كان عند الله معلوم الخاتمة بالسعادة.
وإنما خصّ النبيّ صلى الله عليه وسلم بالدعاء عُتبة وشيْبة وأصحابهما، لعلمه بمآلهم وما كُشف له من الغطاء عن حالهم. والله أعلم.
قلت: قد مضت هذه المسألة مجوّدة في سورة (البقرة) والحمد لله.
الثالثة: قال ابن العربي: إن قيل لِم جعل نوحٌ دعوته على قومه سببا لتوقّفه عن طلب الشفاعة للخلق من الله في الآخرة؟ قلنا قال الناس في ذلك وجهان: أحدهما أن تلك الدعوة نشأت عن غضب وقسوة، والشفاعة تكون عن رِضا ورِقّة، فخاف أن يعاتب بها ويقال: دعوت على الكفار بالأمس وتشفع لهم اليوم.
الثاني: أنه دعا غضبا بغير نص ولا إذن صريح في ذلك، فخاف الدّرْك فيه يوم القيامة، كما قال موسى عليه السلام: إنِّي قتلْتُ نفْسا لم أُومر بقتلها.
قال: وبهذا أقول.
قلت: وإن كان لم يؤمر بالدعاء نصّا فقد قيل له: {أنّهُ لن يُؤْمِن مِن قوْمِك إِلاّ من قدْ آمن} [هود: 36].
فأعلم عواقبهم فدعا عليهم بالهلاك.
كما دعا نبيّنا صلى الله عليه وسلم على شيْبة وعتبة ونظرائهم فقال: «اللهم عليك بهم» لما أعلم عواقبهم، وعلى هذا يكون فيه معنى الأمر بالدعاء.
والله أعلم.
الرابعة: قوله تعالى: {ديّارا إِنّك إِن تذرْهُمْ يُضِلُّواْ عِبادك ولا يلدوا إِلاّ فاجِرا كفّارا} أي من يسكن الديار، قاله السدّي.
وأصله ديوار على فيعال من دار يدور، فقلبت الواو ياء وأدغمت إحداهما في الآخرى.
مثل القيّام، أصله قيوام.
ولو كان فعّالا لكان دوّارا.
وقال القُتبيّ: أصله من الدار، أي نازل بالدار.
يقال: ما بالدار ديّار، أي أحد.
وقيل: الديّار صاحبُ الدار.
قوله تعالى: {رّبِّ اغفر لِي ولِوالِديّ}
دعا لنفسه ولوالديه وكانا مؤمنين.
وهما: لمك بن مُتوشْلِخ وشمْخى بنت أنوش، ذكره القشيريّ والثعلبيّ.
وحكى الماورديّ في اسم أمّه منجل.
وقال سعيد بن جُبيْر: أراد بوالديه أباه وجدّه.
وقرأ سعيد بن جُبير {لِوالِدِي} بكسر الدال على الواحد.
قال الكلبيّ: كان بينه وبين آدم عشرة آباء كلهم مؤمنون.
وقال ابن عباس: لم يكفر لنوح والد فيما بينه وبين آدم عليهما السلام.
{ولِمن دخل بيْتِي مُؤْمِنا} أي مسجدي ومصلاّي مصلّيا مصدّقا بالله.
وكان إنما يدخل بيوت الأنبياء من آمن منهم فجعل المسجد سببا للدعاء بالغفرة.
وقد: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «الملائكة تصلّي على أحدكم ما دام في مجلسه الذي صلّى فيه ما لم يُحْدِث فيه تقول اللهم اغفر له اللّهُمّ ارحمه» الحديث.
وقد تقدم.
وهذا قول ابن عباس: {بيتي} مسجدي، حكاه الثعلبيّ وقاله الضحاك.
وعن ابن عباس أيضا: أي ولمن دخل ديني، فالبيت بمعنى الدِّين، حكاه القشيريّ وقاله جُويْبِر.
وعن ابن عباس أيضا: يعني صديقي الداخل إلى منزلي، حكاه الماورديّ، وقيل: أراد داري. وقيل سفينتي.
{ولِلْمُؤْمِنِين والمؤمنات} عامّة إلى يوم القيامة، قاله الضحاك، وقال الكلبيّ: من أمّة محمد صلى الله عليه وسلم، وقيل: من قومه، والأول أظهر.
{ولا تزِدِ الظالمين} أي الكافرين.
{إِلاّ تبارا} إلا هلاكا، فهي عامّة في كل كافر ومشرك.
وقيل: أراد مشركي قومه.
والتّبار: الهلاك.
وقيل: الخسران، حكاهما السُّدّي.
ومنه قوله تعالى: {إِنّ هؤلاء مُتبّرٌ مّا هُمْ فِيهِ} [الأعراف: 139] وقيل: التّبار الدّمار، والمعنى واحد.
والله أعلم بذلك.
وهو الموفّق للصواب. اهـ.